(كش بريس/ فكري حميد من الرباط)ـ تستمر مسيرات ومظاهرات التضامن بالعديد من مدن المملكة، وهو ما تترجمه المسيرة الكبرى التي نظمت في العاصمة الرباط ، اليوم الأحد، بمبادرة من “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، تحت شعار “الشعب المغربي ينادي بصوت واحد: أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا التطبيع”.
والتأمت المسيرة إياها، بمناسبة الذكرى الثالثة لتوقيع اتفاقية عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل في 22 دجنبر 2020، حيث جرى ترديد شعارات غاضبة ومقاربة لموضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث صدحت بعبارات “لا للتطبيع” و”غزة رمز العزة” و”أوقفوا التطبيع ضد الصهيومية” و”هذا عار هذا عار..الصهيوني وسط الدار” ..إلخ.
وشارك في المسيرة الغاضبة، شخصيات حزبية ونقابية ونخب في مجالات متعددة، كالأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي الموحد جمال العسري، وأعضاء من جماعة العدل والإحسان،بالإضافة إلى أطباء ومهندسون وأساتذة وأطفال أيضا..
وكانت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قد عممت تصريحا صحفيا حول اليوم الوطني ضد التطبيع، والمسيرة الوطنية الشعبية بالرباط يوم الأحد 24 دجنبر 2023، توصلت (كش بريس) بنسخة منه، نورده مجددا هنا من أجل الاستفادة، (النص الكامل):
السيدات والسادة الصحفيات والصحفيين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية ووكالات الأنباء والملحقين الصحافيين بالسفارات والسيدات والسادة ممثلي هيآت المجتمع المدني.
باسم السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، نتوجه بالتحية لكن ولكم، على تلبية الدعوة للحضور في هذه الندوة الصحفية، التي نود من خلالها استعراض دواعي اللقاء بكن/م غداة تنظيمنا المسيرة الشعبية بمدينة الرباط بعد الغد الأحد 24 دجنبر 2023.
إن السياق الذي تنظم فيه هذه المسيرة هو التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، والتي يتابعها العالم أجمع، عقب ملحمة طوفان الأقصى التي أطلقت شرارتها حركة المقاومة الإسلامية حماس من قطاع غزة، وانخرطت فيها كافة الفصائل الفلسطينية الشعبية والمسلحة، من كافة أجزاء الوطن الفلسطيني المحتل بالضفة الغربية، وأراضي 48 بما فيها القدس، حيث انتقلت المواجهة والصراع مع العدو الصهيوني إلى مستويات جديدة في مقاومة المحتل وتم تأكيد مقولة أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، وأن ما حدث يوم 07 أكتوبر2023، يشكل محطة مفصلية في تاريخ الكفاح الفلسطيني ومقاومته الباسلة، التي لا زالت تسجل منذ 77 يوما من مقاومة العدو الصهيوني صمودا أسطوريا أمام آلة الحرب الصهيونية، التي تمارس سياسة المجازر والتدمير الشامل، بالقصف الجوي والاجتياح البري بأسلحة متطورة، وبدعم كامل ومشاركة مباشرة لقوى الغرب الاستعماري وعلى رأسها الإدارة الأمريكية من خلال عشرات الآلاف من مرتزقة 20 دولة، حيث يستهدف كيان الإجرام الصهيوني كل شيء ينبض بالحياة، من المباني والعمارات السكنية التي يقصفها ويدكها فوق رؤوس ساكنيها، ومن المستشفيات وسيارات الإسعاف والمؤسسات التعليمية، والمخابز والأسواق العمومية وخزانات المياه، وكل المناطق التي ينزح إليها السكان، ومخيمات اللاجئين، بل وحتى مدارس الأنوروا، وهو ما أسفر لحد الآن عن سقوط أكثر من عشرين ألف شهيد وشهيدة، تسعون بالمائة منهم من الأطفال والنساء والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى نساء ورجال الإعلام، والمهن الطبية، وأكثر من اثنين وخمسين ألفا من الجرحى والمعطوبين، بالإضافة إلى دمار وخراب لا نظير لهما في جميع الحروب التي شهدتها البشرية في العصر الحديث .
وطبعا فإن كل جرائم الحرب والعدوان والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبت ولا تزال ترتكب إلى يومنا هذا في كل دقيقة وثانية، مع ما يرافقها من تعذيب وقتل للمعتقلين، حسب التقرير الأخير للمركز المتوسطي لحقوق الإنسان، وحصار عام وحرمان من كل ضروريات الحياة من غذاء ووقود وماء وكهرباء ودواء، اعتقادا من العدو الصهيوني المحتل وشركائه الرئيسيين في قوى الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أن الشعب الفلسطيني سيتراجع عن الأهداف التي سطرتها معركة طوفان الأقصى، ولكنه عكس توقعاتهم فبرغم التضحيات الجسيمة، فإن المقاومة لا زالت تصنع الملاحم، وتلحق بجيش الاحتلال الصهيوني الهزيمة تلو الهزيمة، مكبدة إياه المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد، مكذبة للأهداف التي سطرها، والمتمثلة في تصفية المقاومة، وعلى رأسها حركة “حماس”، وتحرير أسراه، بل وفضحت للعالم طبيعة كيان الأبارتهايد الصهيوني الذي تابع الرأي العام الإقليمي والدولي بشعوبه وحكوماته الجرائم البشعة بالصوت والصورة، اتجاه المدنيين وخصوصا النساء والأطفال منهم، وبذلك استطاعت المقاومة الفلسطينية إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الساحة الدولية، ولأروقة الأمم المتحدة العاجزة أمام الحماية المستمرة لجرائم الصهاينة الذي يظلون بعيدين عن أية مساءلة أو عقاب منذ 75 سنة رغم مئات القرارات الصادرة عن المنتظم الدولي ومؤسساته، بفعل “الفيتو” الذي تستعمله أمريكا للمرة الثالثة خلال هاته المدة بمجلس الأمن، بل إن التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية ليشكل أحد الأهداف الاستراتيجية التي تحققت بفضل معركة طوفان الأقصى المجيدة
السيدات والسادة هذا هو السياق الذي ننظم فيه هذه المسيرة الشعبية. ونستحضر في نفس الوقت والآن، في هذا اليوم 22 دجنبر 2023، يوم 22 دجنبر من سنة 2020، الذي أعلن فيه النظام الرسمي المغربي جهارا تطبيعه الخياني مع كيان الاحتلال الصهيوني، بتوقيع رئيس حكومته حينها، على عدد من اتفاقيات الذل والعار، التي ومنذ ذلك اليوم استمر التوقيع على أخريات منها في كافة المجالات، بما فيها المجالات المرتبطة بالشؤون العسكرية والأمنية والمخابراتية والسيبريانية لبلدنا، والتي هي في الجوهر مساس بالسيادة المغربية، وطبعا فإن تلك العملية لم تمر في صمت لأن ما قام به النظام المخزني كان ضدا على إرادة الشعب المغربي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية تحررية، وهو الأمر الذي كان وراء تشكيل جبهتنا هذه في 28 فبراير 2021 والتي ضمت في البداية 15 هيئة (الحزب الاشتراكي الموحد، الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، حزب النهج الديمقراطي العمالي، فيدرالية اليسار الديمقراطي، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي-، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، حركة ب د س – المغرب، الائتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان، الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبيضاء، الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب)، والآن أصبحت تضم 19 هيئة سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية …، الهيآت الملتحقة هي: (الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، الفيدرالية المغربية لحقوق الإنسان، الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، والفضاء المغربي لحقوق الإنسان، والجمعية المغربية للنساء التقدميات )، حيث قامت الجبهة، وقبلها بعض الهيآت المشكلة للجنة التحضيرية منذ الإعلان عن التطبيع يوم 10 دجنبر 2020، بعمليات للتصدي والفضح للتطبيع ومواجهته، ووُجهت تحركاتها بالقمع والمنع ولكنها برغم الحصار والتضييق واصلت عملها في التصدي لعمليات التطبيع وفضحها من خلال تكثيف التحسيس بخطورة الاختراق الصهيوني للنسيج المجتمعي المغربي، خصوصا في المجالات الأكثر حيوية وتنظيم كل أنواع التظاهر والاحتجاج السلمي، والترافع ضد عملية التطبيع، وذلك من خلال المسيرات والوقفات والاحتجاجات، كما حصل في التصدي للتطبيع بالجامعة بالدار البيضاء، أو في التظاهرات التي يحضر الصهاينة للمشاركة فيها، كما حدث بحفل فني بالدار البيضاء، وبالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس، أو في حملة مقاطعة متاجر كارفور التي كانت قد أطلقتها حركة ب د س المغرب، والتي كانت تواجه بقمع السلطات العمومية لها. أو من خلال تنظيم محاكمة رمزية كبرى لمجرمي الحرب الصهاينة بنادي هيئة المحامين بالرباط يوم السبت 25 دجنبر 2021. وكذلك بسعيها الحثيث لتقوية العمل المشترك مع كل المكونات المجتمعية المناصرة للقضية الفلسطينية.
وحاليا تتوفر الجبهة على 25 فرعا، وهو ما يساعد على القيام بأيام وطنية، للاحتجاج أو المقاطعة في سائر أنحاء المغرب، من أجل التحرك الموحد في نفس اليوم ونفس الساعة، وبنفس الشعارات والمطالب. وفي انتظار إنضاج شروط تأسيس المزيد من الفروع ، فإن الهيآت المشكلة للجبهة تنسق فيما بينها في المدن التي لا نتوفر فيها على فروع للانخراط في الأيام الوطنية، وآخر محطة كانت اليوم الوطني 13 الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29نونبر)، وقبله يوم الغضب والمقاطعة، وقد وصل التفاعل في بعض المحطات إلى انخراط 60 مدينة في التحرك في نفس اليوم والساعة ، كما وأنه يتم الاشتغال بجدية على تأسيس مجموعات مهنية وفئوية تخص المشتغلين والمشتغلات بقطاعات التعليم والصحة، والمحاماة والهندسة…، وغيرها للتصدي للتطبيع بهذه القطاعات.
ولكنه وجب التأكيد بهذه المناسبة أن معركة طوفان الأقصى قد أعطت نفسا قويا لعمل الجبهة حيث واكبت ملحمة معركة طوفان الأقصى، من خلال تنظيمها لمسيرات وطنية كبرى بمدن الرباط والدار البيضاء وطنجة والقنيطرة، وبتنظيم أيام وطنية تتخللها وقفات ومسيرات وأشكال تعبيرية فنية أو رياضية أو غيرها، وبتوجيه رسائل للأمين العام للأمم المتحدة والاحتجاج أمام مقرها بالرباط، هذا بالإضافة لتنظيم حملات للمقاطعة أمام عدد من المؤسسات والمتاجر ذات العلاقة بالكيان الصهيوني والتي عرفت في البعض منها منعا وتدخلا عنيفا واعتقالات من طرف السلطات العمومية، وبإصدار بيانات ونداءات للتعبئة وحشد الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، أو بتنظيم الجبهة أو بعض مكوناتها، لوقفات أمام مصالح سفارات الغرب الاستعماري، الفرنسية بالرباط، والأمريكية بالدار البيضاء، حيث نظمت الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب وقفة احتجاج أمام السفارة الفرنسية بالرباط على إثر الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون للكيان الصهيوني، والتي وُجهت بالمنع والتعنيف، وبتنظيم الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة ل”جمعة الغضب” بعدد من المدن المغربية، حيث وصلت المبادرات إلى أكثر من 1000فعالية.
إن الشعب المغربي وفي لشهدائه الذين سقطوا في مختلف مراحل النضال من أجل فلسطين، سواء إلى جانب مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان وفلسطين، أو من جنود الجيش المغربي الذين سقطوا في حرب 1973 بالجولان ، وأن حجم التضامن الذي شهدته شوارع أكبر المدن المغربية من مسيرات حاشدة، بالرباط والدار البيضاء، وطنجة والقنيطرة، ومن مظاهرات في أغلب المدن وحتى القرى المغربية، أو من خلال ما تشهده مدرجات ملاعب كرة القدم ورياضات أخرى من تضامن كبير مع الشعب الفلسطيني ومع غزة المحاصرة، وكذلك الموقف الذي اتخذه لاعب التنس المغربي يونس العلمي العروسي في عالم التنس المحترف بانسحابه من الدور ربع النهائي لدوري الاتحاد الدولي للتنس في اليونان، رفضا للعب مع لاعبين صهاينة، بالإضافة إلى إبداعات الشباب المتمثلة في تنظيم قوافل بالسيارات أو الدراجات الهوائية أو النارية تجوب شوارع المدن حاملة الأعلام الفلسطينية، أمر يوضح أن التطبيع إلى الزوال كما حدث سنة 2000 والانتصار مؤكد لمعركة طوفان الأقصى، وأن الشعب المغربي عبر عن موقفه المبدئي من القضية الفلسطينية وهو ما تعتبره الجبهة استفتاء شعبيا رافضا لاتفاقية الخزي والعار التي وقعها النظام المغربي منذ ثلاث سنوات .
السيدات والسادة في وسائل الإعلام الحاضرة،
إن تنظيمنا لهذه المسيرة الشعبية يندرج في إطار استمرارية عملية إسناد ودعم معركة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة والعادلة في الاستقلال وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى والأسيرات وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، وأن مطالبنا الرئيسية في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع هي: أولا: الوقف الفوري لهذه الحرب العدوانية الإجرامية حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ومقاومته الصامدة التي تشنها قوات جيش الاحتلال الصهيوني، بالشراكة الكاملة للقوى الاستعمارية العالمية بقيادة أمريكا من خلال قرار ملزم للكيان الصهيوني وشركائه الغربيين، والذين تجب مساءلتهم ومعاقبتهم لاحقا على جرائمهم البشعة في حق الشعب الفلسطيني البطل
ثانيا: فتح معبر رفح بشكل دائم لإدخال كافة المساعدات، ورفع الحصار والقيود المشددة لإيصال الغذاء والماء، والدواء والوقود والكهرباء، وغيرها من مستلزمات الحياة الضرورية.
ثالثا: الإلغاء الكامل لجميع اتفاقيات الخزي والعار الموقعة من قبل النظام المغربي ومؤسساته الرسمية، وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وطرد العاملين به، والعمل على إخراج مقترح تجريم التطبيع المجمد في أدراج البرلمان للوجود استجابة لمطالب الشارع المغربي وقواه الحية المدعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته ومطالبه العادلة والمشروعة.
وفي الختام نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمعطوبين وفك القيد عن الأسرى، ونؤكد في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أن عملنا الداعم لكفاح الشعب الفلسطيني والمناهض للتطبيع سيستمر من خلال تقوية آليات العمل والاحتجاج:
1. تنظيم اليوم الوطني الرابع عشر (اليوم الوطني لمناهضة التطبيع ” 22 دجنبر من كل سنة”)؛
2. تنظيم المسيرة الوطنية يوم الأحد 24 دجنبر2023، تحت شعار: الشعب المغربي بصوت واحد: أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة.. وأوقفوا التطبيع بين الدولة المغربية والكيان الصهيوني؛
3. تقوية الجبهة بتأسيس فروع لها والمجموعات المهنية والفئوية للتصدي للتطبيع فيها؛
4. تنظيم مهرجانات ومسيرات وأنشطة جهوية لاستمرار جهوزية الشعب المغربي لمناهضة التطبيع ومقاطعة المنتجات الصهيونية والغربية ودعم المقاومة الفلسطينية؛
5. الترافع الحقوقي والقانوني محليا وإقليميا ودوليا لمعاقبة الكيان الغاصب؛
6. التشبيك مع الهيآت ذات الاهتمام المشترك؛
7. العمل على سن قانون تجريم التطبيع.