(كش بريس/ محمـد مـروان) ـ
كل من اقتاده قدره أول مرة لزيارة تامنصورت، يقف مشدوها أمام أول مشهد يصادفه عند المدار الطرقي بمدخل هذه المدينة وأنت قادم من مراكش، خراب في خراب وأكوام من الأتربة وعشرات إن لم نقل مئات الحفر نفس الأعداد من أحجار طوار الأرصفة المنتشرة على قارعة الطريق هنا وهناك، مما يجعل المرء يخال نفسه في مكان قد شنت عليه غارات جوية بطائرات حربية، حيث تسببت في تشويه معالم جمالية المنظر العام لهذه المدينة الجديدة.
نفس المنظر المقرف والمشمئز تتكرر مشاهده وتتوالى على أعين الزائر خاصة داخل شوارع وأزقة حي الجوامعية انطلاقا من المسجد الكبير والمدرسة الابتدائية السلطان مولاي إسماعيل بالشطر 1، اللذان يوجد بالقرب منهما مكان ورش بناء مدينة المهن والكفاءات، بناية مهجورة في بداية أشغال إنجازها، حيث اتخذت منها طيور البوم والحمام وحشرات العناكب أوكارا والكلاب والقطط الضالة ..ملاذا لها منذ أن توقفت أشغال بنائها بداية شهر رمضان المنصرم من السنة الفارطة، وبجوار هذه البناية ورش آخر لقي نفس المصير، بعدما توقفت أشغال بناء مقرين لدار الشباب بالشطر 3، وغير بعيد عن هذين الورشين، هناك ورش بناء مسبح أولمبي بمعايير دولية وقاعة مغطاة أيضا بالشطر 1، حيث بقيت بنايتيهما مهجورتان طول هذه المدة، وعلى غرار هذه الأوراش هناك الكثير من مثيلاتها التي صارت اليوم بفعل هجرانها عبارة عن خراب وأطلال بنايات يستغلها الطير والحيوان والحشرات وكل المتعاطين إلى أنواع الموبقات والخارجين عن القانون من البشر الفارين من العدالة بتامنصورت.
واقع فظيع حسب ما عبر عليه لـ “كش بريس” عدد من السكان، حيث أضافوا قائلين : “ما يدمي القلب، وليس فقط يبكي العين، أن مسؤولي السلطة المحلية و المنتخبة للأسف الشديد ما يزالون خارج خط تماس هذا الواقع الموبوء، إذ ليس هناك أدنى مؤشر يبشر بأن عجلة الإقلاع التنموي قد استعادت عافيتها، وأنها استأنفت المسير إظهارا لهذه المشاريع على أرض الواقع بتامنصورت على غرار ما شهدته مؤخرا من إقلاع تنموي سريع مبهر شامل مدينة بن جرير بالرحامنة”.