أثارت مراسة لرئيسة المجلس الجماعي لمراكش، السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، موجهة لرئيس مجلس مقاطعة المنارة، السيد عبد الواحد الشافقي، حول موضوع إبداء الرأي بشأن مشروع تصميم التهيئة القطاعي للحي الصناعي القديم لمراكش، بالجزء الخاص بتراب مقاطعة المنارة، (أثارت) قلقا كبيرا، من قبل حماة البيئة، ومهتمي العمارة والسلامة الحضرية، معتبرين الخطوة إخلالا بقانون التعمير في المنطقة المعنية، وضربا من إقبار الوجه الحضري للمدينة، خصوصا وأن الأمر يتعلق بالوصول إلى نتيجة الترخيص ببناء عمارات بخمسة عشرة 15 طوابق، ما يشكل خطرا داهما على النسيج العمراني والحضري لمراكش.
هذا وخصص مجلس مقاطعة المنارة، في 27 من أبريل الماضي، اجتماعا برئاسة الشافقي ومشاركة لجنة التعمير والبيئة وبعض موظفي المقاطعة، تم من خلاله مناقشة القضية، من جميع الجوانب.
وحسب تقرير الاجتماع، الذي حصلت “كش بريس” على نسخة منه، فإن المشروع “يهدف إلى إشراك مجلس مقاطعة المنارة، في إعداد مشروع التهيئة الحضرية القطاعية للحي الصناعي القديم، بتراب المقاطعة، مع إتاحة إمكانية إحداث رسم تخطيط ترابي مجالي جديد للمنطقة، التي تعتبر امتدادا لمنطقة جليز”.
وأوردت الوثيقة، أنه”وفق تصور متوافق عليه، على أساس إحالته على مجلس الجماعة، من بعد قصد البث النهائي بشأنه، عبر خلق قطب حضاري بدعم تصور البناء العمودي الذي يفوق R+15 في جزء منه، مع الاحتفاظ بالمكتسبات الاجتماعية (كسوق أزلي مثلا)”.
أما المقترحات التس سجلها المجتمعون، وفقا للوثيقة نفسها، فإن الأعضاء ركزوا على “ضرورة الأخذ بعين الاعتبار للقدرة الاستيعابية لهذا المشروع لمادتي الكهرباء والماء والتجهيزات الخاصة بالصرف الصحي”.
كما سجل الاجتماع، “ضرورة تخصيص المرافق العمومية اللازمة، من مستوصفات ومدارس وأماكن ترفيهية ومراكن السيارات، مع ضرورة التسريع لإيجاد حلول ناجعة لمعالجة أشكال أعمدة التيار الكهربائي ذات الضغط العالي المتواجدة بالمنطقة”.
وعلى الرغم من إبداء الرأي في الموضوع المذكور، عبر تحديد توصيات تم رفعها لعمدة مراكش، والتي تم تلخيصها في، اعتماد البناء العمودي 5 طوابق وما يفوق 15 طابق في جزء من المقاطعة، مع الاحتفاظ بوحدة سوق أزلي، وتحديد نسبة المساهمة في التجهيزات وإحداث المرافق العمومية ( Quote _ part )، بالإضافة إلى إحداث واجهة B3 المحيطة بدوار العسكر القديم (3 واجهات)، على الرغم من كل ذلك، فإن المشروع يعتبر الأول من نوعه، في مجال يشهد مشاكل عمرانية خطيرة، تستنزف ما تبقى من رئة مراكش البيئية، وجزءا من تخليق أنماط عمرانية خارج سياق الوظيفة الحضرية وتهيئتها بشكل يسهم في الحفاظ على نسيجها العمراني، وهو الأمر الذي يفتح الأبواب مشرعة لاستدراج مشاريع مماثلة، كانت المجالس الجماعية السابقة قد رفضت التأشير عليها.