مواجهة جديدة بين رابطة للاعبات كرة القدم اللواتي يناضلن من أجل ارتداء الحجاب، و”تحالف المواطنة”، ومعارضي ارتداء الحجاب بفرنسا الذين نجحوا في تمرير مشروع قانون لمجلس الشيوخ الفرنسي، يقضي بمنع ممارسة الرياضة بالحجاب.
فقد نظمت الهيئات المدافعة عن حقوق النساء ارتداء الحجاب في الممارسة الرياضية، وقفة احتجاجية في ساحة “ليز أنفاليد” الأربعاء بباريس للتنديد بمشروع قانون اقترحه حزب “الجمهورية إلى الأمام” يمنع الفتيات المحجبات من ممارسة الرياضة.
ورفعت المتظاهرات شعارات مناهضة لهذا القرار، من بينها “رياضة كرة القدم للجميع” أو “اتركونا نلعب”، أقمن بعدها مباراة ودية قبل أن يسدل الظلام ستاره على الساحة.
وسبق لهؤلاء الرياضيات المحجبات أن نظمن قبل عشرة أيام مباراة مماثلة في كرة القدم في حديقة “لوكسمبورغ” قرب مقر مجلس الشيوخ الفرنسي للمطالبة بإلغاء مشروع القانون الذي يمنع مواجهة جديدة بين رابطة للاعبات كرة القدم اللواتي يناضلن من أجل ارتداء الحجاب، و”تحالف المواطنة”، ومعارضي ارتداء الحجاب بفرنسا الذين نجحوا في تمرير مشروع قانون لمجلس الشيوخ الفرنسي، يقضي بمنع ممارسة الرياضة بالحجاب.
وإثر إعلان المحكمة الإدارية تعليق قرار منع المظاهرة، توافدت الرياضيات المحجبات إلى ساحة “ليز أنفاليد” وسط باريس للتعبير عن فرحتهن.
يذكر أن محافظة باريس كانت قد منعت تنظيم المظاهرة بحجة احتمال وقوع “أعمال عنف” ومناوشات بين داعميها من جهة وبين أولئك الذين يرفضون تنظيمها. فيما بررت أيضا قرارها بوجود “فجوة كبيرة في المجتمع بين المدافعين عن أفكار الإسلام السياسي، الذي يفرض على النساء ارتداء الحجاب وبين الذين يؤيدون مبدأ العدالة والمساواة بين النساء والرجال” إضافة إلى أخذ “سياق الانتخابات الحالي” في الاعتبار قبل شهرين من إجراء الاستحقاق الرئاسي.
لكن بالنسبة لجمعية “تحالف المواطنة”، فإن “الحجج التي قدمتها محافظة باريس لا “تستند إلا على أفكار وتحيزات عنصرية وغموض سياسي فرض بشكل عمدي”.
ورحب المناضلون بقرار المحكمة الإدارية التي اعتبرت بأن “مرسوم محافظة باريس غير شرعي ويشكل انتهاكا جسيما لحرية التظاهر”، فيما قضت المحكمة بدفع المحافظة تعويضات مالية قيمتها 1000 يورو لصالح جمعية “المحجبات” ولرابطة حقوق الإنسان.
هذا، وتوالت ردود الفعل إزاء قرار المحكمة الإدارية ، إذ ندد إريك سيوتي، مستشار مرشحة حزب “الجمهوريون” فاليري بيكريس “بخضوع الأغلبية الحاكمة والسلطات الفرنسية، التي ترفض منع ارتداء الحجاب في المنافسات الرياضية، للإسلام السياسي”.
لكن ريجيس جوانيكو (الحزب الاشتراكي) انتقد تصريحات إريك سيوتي وأكد بالعكس أن “الرياضة تساهم في الاندماج داخل المجتمع الفرنسي وفي بناء روابط الأخوة وفي نبذ التفرقة والكراهية”.
أما وزيرة الشباب والرياضة السابقة ماري جورج بوفيه، فلقد دعت إلى المزيد من “الثقة” لكي تكون “العلمانية والحياد في قلب الممارسات الرياضية”.
ورغم هذا الانتصار، لم تنس لاعبات كرة القدم الهدف الذي يردن تحقيقه منذ العام 2020 ألا وهو إلغاء المادة رقم 1 من قانون الفدرالية الفرنسية لكرة القدم الذي يمنع “ارتداء أي لباس قد يوحي إلى انتماء سياسي أو نقابي أو ديني أو فلسفي” في المسابقات الرياضية.
ففي نوفمبر 2021، طالبت الجمعية “تحالف المواطنة” من مجلس الدولة إلغاء هذه المادة من نظام الفدرالية الفرنسية لكرة القدم.
وقالت الشابة إيناس (21 عاما) التي تعمل كأمينة عامة في جمعية “اللاعبات المحجبات“: “هدفنا مكافحة سياسة إقصاء النساء اللواتي يرتدين الحجاب في المسابقات الرياضية. اليوم لا أعتقد أنه يتوجب علينا أن نختار بين ارتداء الحجاب أو ممارسة الرياضة. يجب العودة إلى القانون وإلى ما تمليه حرية الضمير والعلمانية. وعندما نشعر بأن القانون يصب في مصلحتنا، نشعر حينئذ بأننا نملك الشرعية”.
وتابعت:” نطلب اليوم من الفدرالية الفرنسية لكرة القدم أن تغير نظامها الأساسي وتسمح لجميع النساء بالتعبير عن رأيهن والتمتع بهوايتهن والمشاركة في المسابقات الرياضية دون خوف أو ضغط ودون أن نتساءل هل سنلعب اليوم أم لا”.
مساندة من قبل رياضيين مشهورين
تأسست جمعية “تحالف المواطنة” في عام 2020. وتقوم هذه الجمعية بتنظيم مباريات في كرة القدم وتطلق مبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي لإرغام الفدرالية الفرنسية لكرة القدم على تغيير قانونها الأساسي الذي لا يسمح للبنات المحجبات بممارسة هذه اللعبة عكس الفدرالية الدولية لكرة القدم التي لا ترى مانعا في ذلك.
وقالت سامية التي شاركت في المظاهرة الأربعاء الماضي والمتدربة منذ 6 أشهر في جمعية “تحالف المواطنة” لفرانس24: “أحب كثيرا كرة القدم. عندما رأيت البنات يمارسن هذه الرياضة، قلت في نفسي من غير الممكن ألا يشاركن في المسابقات بذريعة أنهن يرتدين الحجاب”.
هذا، وتلقت اللاعبات المحجبات الدعم من قبل رياضيين مشهورين، على غرار لاعبيْ كرة القدم ليليان تورام وإريك كانتونا وشخصيات أخرى في مجال الرياضة مثل أودري تشوميو وكانديس بريفوست. هذه الشخصيات نشرت نصا في جريدة “ليبراسيون” تحت عنوان ” اتركوا المحجبات يمارسن كرة القدم”.
ويتوقع أن يناقش مجلس الشيوخ للمرة الثانية القانون الذي يمنع الفتيات المحجبات من ممارسة الرياضة في 16 فبراير قبل أن يطرح للمصادقة على الجمعية الوطنية في 24 من الشهر نفسه.
وكالات (بتصرف)