(كش بريس/ محمد مروان) ـ على إثر قيام “كش بريس” مؤخرا بعدد من الروبورتاجات والمقالات الصحفية التي تطرقت بأدق التفاصيل إلى توقف أشغال العديد من المشاريع الكبرى، لما يزيد عن سبع أشهر بمدينة تامنصورت، بادر أحد المسؤولين هذه الأيام بالاتصال بإدارة مؤسستنا الإعلامية، حيث أخبرها ” أن مرد ذلك يرجع بالأساس إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على المقاولات الوطنية، نتيجة ما لها من تأثيرات على التجارة الدولية بسبب ارتفاع الأسعار ونذرة المواد الأولية، حيث وجه في هذا الشأن السيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، منشورا إلى السادة الوزراء والوزراء المنتدبين والمندوبين السامين والمندوب العام، يدعوهم فيه باتخاذ تدابير التخفيف على المقاولات كل الضغوطات الناجمة عن مسببات هذه الأزمة، بما فيها الالتزامات التعاقدية في إطار الصفقات العمومية، مما جعل السيد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، يصدر هو الآخر دورية في الموضوع، قام بتوجيهها إلى كل من الولاة والعمال ورؤساء الجماعات المحلية، طالبا منهم أيضا السماح إلى المقاولات بتمديد آجال تنفيذ الصفقات التي مشاريعها ما تزال في طور الإنجاز، وإرجاع غرامات التأخير المتعلق بالصفقات، مشددا على تضمين الطلبات بما يثبت أن التأخير سببه هذه الأزمة، وذلك داخل أجل لا يجب أن يتعدى ستة أشهر.. “.
لكن للأسف الشديد هذه المدة لم تؤخذ بعين الاعتبار من لدن أغلب المقاولات بتامنصورت، حيث فضلت تنفيذ صفقات مربحة أكثر وإظهار مشاريعها على أرض الواقع بمدن أخرى بالمغرب، وقد بقيت جميع آليات البناء موقوفة أو متتاقلة إن لم نقل عديمة الحركة بأجميع أوراش مشاريع تامنصورت، حيث عم الخراب بدل البناء، وانتشرت أكوام الأحجار والأتربة والأعمدة الحديدية والأخشاب هنا وهناك في كل مكان، والرافعات البرجية تتعالى في عنان السماء دون أية حركة، والجرافات والشاحنات مركونة في الكثير من الأمكنة داخل الأوراش..،
مشاهد من هذا القبيل تتراءى للزائر منذ أن تطأ قدماه أول شبر بتامنصورت، بداية من المدار الطرقي المتواجد بمدخل هذه المدينة، وقد أزيلت كل أحجار طواره، حيث كدس بعضها بجانب البعض مشكلة خطرا وعرقلة كبيرة في حركة السير، نفس الحال تعيش عليه قبل حلول شهر رمضان المنصرم وما تزال على هذا الوضع أرصفة عديدة أمام المسجد الكبير “الجوامعية”، و بشوارع وأزقة كل من الشطر 1 والشطر 2، مدينة المهن ودار الشباب بالشطر3 ، القاعة المغطاة الأولى بالشطر 5، والقاعة المغطاة الثانية والمسبح البلدي وملعب كرة القدم بالشطر8 .. فكل منها يشكي حاله للذي خلقه، بعدما استبشر السكان خيرا ببداية ظهور أول أجزاء بناياتها على أرض الواقع بعد انتظار طويل دام ما يقارب عقدين من الزمن بهذه المدينة الجديدة القديمة تامنصورت.