(كش بريس/ خاص) ـ لاتخلو المدينة العتيقة بمدينة مراكش، من لمسات فنية معمارية ناذرة، تشي بالذوق الفريد الذي يطبع تحفا أتقنتها يد صانع تقليدي ماهر. فعند إطلالة أولى لبعض الأحياء والدروب المتشعبة في المدينة، تلفت نظرك بعض نماذج دور قديمة، التحفت بميزات غاية في الدقة والجمال، كالتي توجد بدرب الزهراء بين المعاصر بباب تغزوت.
هذه الدار التي تسكنها عائلتين أصيلتين، قصتها معلومة لدى العديد من المراكشيين. يقطن جزءا منها صانع تقليدي يعمل بقطاع الدباغة. وقد امتلك حاسة فنية مبهرة، وهو يبحث عن شكل يذكي به واجهة المنزل، حيث قادته ذائقته الفنية، في اقتناء قطعة خشبية منقوشة، عبارة عن ديكور ذي تصميم عريق، ربما يعود أصله لعشرات السنين، أعاد له الحياة من جديد بتأتيثه بالمشاكلة والتطعيم، ثم تبته على واجهة المنزل كاملا، مما أضفى على المنظر رونقا تذهب العين وتذهل الناظر.
ويمتلك الصانع التقليدي بالمدينة الحمراء قدرة عجيبة على الابتكار والتفرد الإبداعي الناذر، في مجالات عديدة، كالنقش على الخشب والجبص وصناعة ديكورات تقليدية من المواد الطينية والجلدية والنحاسية وغيرها.
لكنه في السنوات الأخيرة عانى من تهميش وإذلال مقيتين، انزوت فيها دلالات “المعلم الصنايعي” وأضحت مثالا دراميا للمعاناة وقلة ذات اليد ، مما أفرز جيلا جديدا من التطفل على المهنة، وتقييدها بمظاهر دخيلة على الفضاء والثقافة المجتمعية.