يواصل الأديب والإعلامي الأستاذ ياسين عدنان سفره في الاستشراق وحفرياته، ويطل علينا في نافذته الجديدة ضمن مشروعه الثقافي الأصيل “في الاستشراق” الذي أطلقه بلغة “المجتمع ” و”المعرفة” من خلال محور جديد بعنوان (الاستشراق واللغة العربية) وذلك باستضافة الأكاديمي المصري أستاذ العلوم العربية وآدابها بجامعة الأزهر الدكتور عبد الباسط هيكل.
في تقديمه للبرنامج، أكد الإعلامي ياسين عدنان، على أن “اللغة وعاءُ التَّفكير، وهي أهمّ مقومات الهوية الحضارية. واللغة العربية حاضنةٌ لهويتين: هويةٌ قومية عربية، وهويةٌ دينية إسلامية بوصفِهَا لغةَ القرآن”. لافتا الانتباه إلى أن زمرة من المستشرقين من مختلف التّوجهات والتّخصُّصات، قد استشكلوا مفهوم “ازدواجية اللغة العربية”، ممثلا ذلك، بما تضمنته “طروحات الفرنسي وِليام مارسي William Marçais، الذي أصَّلَ لهذا المفهوم، بوصفه يعكس التّنافس القائم بين لغةٍ أدبيةٍ مكتوبة، ولغةٍ عامِّيةٍ محليةٍ دارِجَة. هذه الازدواجية هناك من يراها عائقًا ويعتبرها –كما هو الحال مع البريطاني وليام ويلكوكس William Willcocks – سببًا في تأخُّر البحث العلمي والإنتاج الفكري لدى الباحثين العرب”.
أسئلة وقضايا عميقة الدلالة، طرحها ياسين، على ضيفه الدكتور عبد الباسط هيكل، من بينها إشكالية تمركُزٍ الذات اللغوية لدى المستشرقين الأوروبيين وتفكيك البنية الهوياتية للثقافة العربية، وتحويلها إلى مجموعات لغوية محلية منعزلة؟؟، ومدى استيعاب اللغة العربية للمصطلحات العلمية الحديثة؟ خصوصا فيما يتعلق بشؤون تعريب العلوم … وكذا أسئلة التفاعل مع لغات العصر وما ينتج عن ذلك من مخاطر ومزالق.
ولم يفوت المضيف، إثارة العديد من مشكلات الهوية اللغوية ومقارباتها، في النسيج الثقافي والوجداني للأمة العربية، كتأثيرات الألسن في لغة القرآن، وتدوين الشعر واللهجات، وتقعيد اللغات المحلية وتطويرها، ومثارات علاقة العربية بالعاميات، والتعالقات القائمة بين مسار التقعيد النحوي والمنطق الأرسطي واللغة العربية، ومدى حقيقة إخضاع النص القرآني للمنهج العلمي، الأدبي والنقدي..
حصيلة الاستماع لنقاش عال وعميق من هذا الحجم، يضفي على لغة الحوار وتلاحماته، مزيجا من الإحساس بطعم ولذة الثقافة ونشرها، برهانات أصيلة وصلبة، لاتزال ـ رغم قلتها ـ في محيط شاسع من التفاهات، تطالبنا بالتعزيز والدعم والنشر على نطاق واسع. وهو ما ستقوم (كش بريس) بتفعيله :
لمتابعة الحلقة كاملة ، هذا رابطها: